السبت 2 أغسطس 2025 | 01:58 م

غزة تحت الحصار والجوع.. مساعدات معلّقة بين اتهامات ترامب وعجز العالم

شارك الان

بين قصفٍ لا يهدأ وجوعٍ يتسع، تقف غزة اليوم على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة، بينما تتقاذف الأطراف الدولية الاتهامات وتتشابك المصالح. وفي خضم هذا المشهد المعقّد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط جديدة لتقديم مساعدات غذائية للقطاع المحاصر، وسط تصاعد المخاوف من مجاعة تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان.

ترامب يعلن "قلقه" ويتهم حماس بالنهب

وفي تصريحات جاءت على وقع تصاعد الانتقادات الدولية، أكد ترامب "قلقه العميق من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة"، معلنًا أن مستشاره ستيف ويتكوف يقود جهودًا لإطلاق خطة إغاثة شاملة، دون الكشف عن مضمونها. 

لكنه لم يفوّت الفرصة لتوجيه اتهامات مباشرة إلى حركة حماس، محمّلاً إياها مسؤولية "سرقة المساعدات" وعرقلة وصولها إلى المحتاجين.

وفي الوقت نفسه، شهدت سماء غزة تكثيفًا لعمليات الإنزال الجوي متعددة الجنسيات، بقيادة الإمارات والأردن، مع مشاركة طائرات من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، في محاولة لتجاوز العوائق البرية التي فرضها الحصار الإسرائيلي. 

وأظهرت زيارة ويتكوف برفقة المستشار الأمريكي لدى إسرائيل مايك هكابي إلى مركز مساعدات في رفح، محاولة واضحة لإبراز "الجهد الإنساني" الأمريكي، رغم الشكوك المتزايدة حول نوايا واشنطن السياسية.

وبالمقابل، واصلت إسرائيل تصعيد خطابها، متهمة حماس بـ"نهب المساعدات" وتوظيفها لأغراض عسكرية، وهي اتهامات نفتها الحركة مرارًا، مستندة إلى تقارير دولية، منها تقرير لـ"رويترز"، لم يثبت أي دليل على مصادرة المساعدات من قبل الفصائل الفلسطينية.

جمود المفاوضات.. وتبادل انسحابات

وعلى المسار السياسي، يعيش ملف وقف إطلاق النار وإطلاق المحتجزين حالة جمود، مع انسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي من محادثات الدوحة، بعد ما وصفه ويتكوف بـ"غياب الجدية" من طرف حماس. 

ويعكس هذا الانسداد هشاشة المساعي الدبلوماسية، مقابل تصاعد المأساة على الأرض.

وفي مداخلة تلفزيونية مع قناة "سكاي نيوز عربية"، وصف الباحث السياسي الفلسطيني جمال زقوت ما يجري في غزة بأنه "إبادة عبر التجويع"، متهما الولايات المتحدة وإسرائيل باستخدام الطعام كسلاح سياسي. 

وقال: "ما يجري يتجاوز الخلافات السياسية، ويمثل جريمة أخلاقية وإنسانية بحق شعب بأكمله"، مشيرًا إلى مقتل أكثر من 700 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، بعضهم تحت القصف.

وأضاف زقوت أن ترامب "يعترف بالجوع لكنه لا يعترف بالمسؤولية"، لافتًا إلى أن المساعدات باتت "ورقة مساومة"، وليست حلاً إنسانيًا خالصًا. 

وأكد أن دخول إسرائيل على خط تنسيق المساعدات بعد الأمم المتحدة أدى إلى خلط المسارات وتحويل الإغاثة إلى أداة ضغط.

المجتمع الدولي بدأ يشعر بثقل المسؤولية، مع تلويح بريطانيا وعدد من العواصم الأوروبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حال استمرار ما وصفوه بـ"سياسات التجويع الممنهج". ويقرأ مراقبون هذه التصريحات كمؤشر على تغير تدريجي في المزاج الدولي، وإن ظل بعيدًا عن اتخاذ خطوات عملية حتى الآن.

على الصعيد الفلسطيني، عاد الحديث مجددًا عن أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسام الداخلي. وأكد زقوت أن "الوقت لا يحتمل مزيدًا من التناحر السياسي"، داعيًا حماس إلى الانخراط في مشروع وطني شامل، والسلطة الفلسطينية إلى التحرر من الضغوط الدولية التي تشترط استبعاد حماس من مستقبل الحكم في غزة.

وقال: "دولة فلسطين لن تولد من قرارات الأمم المتحدة فقط، بل من تماسك الداخل، وبناء عقد اجتماعي جديد يوحد الرؤية والمطالب الفلسطينية".



استطلاع راى

هل ترى تعديل قانون الإيجار القديم كان خطوة في الاتجاه الصحيح؟

نعم
لا

اسعار اليوم

الذهب عيار 21 4640 جنيهًا
سعر الدولار 49.44 جنيهًا
سعر الريال 13.18 جنيهًا
Slider Image